خليها مستورة

في احدي الليالي ، تفاكرت انا واحد اصدقائي عن الهموم التي تعتري الشاب منذ مهده ، وحتى مماته ،وان قدر الله له الموت بعد ان اصبح رجلا كهلا ، ستكون لديه حتما رؤى ، واحلام لم يحققها . القصة تكمن في الاحلام التي قد تشكل كابوس لا يفارق المخيلة ابدا.

تبدا نشاتك عزيزي الشاب ، ولسان حال والدتك يقول متين يا علي تكبر تشيل حملي . بعدها الانتقال الى المراحل التعليمية والجامعية ، وبعدها بعون الله (اذا اجتزت المرحلتين السابقتين) تصبح عاطلا يشار اليه بأنه أفشل خلق اجمعين ،والجيران عليك من الشاهدين ولسانك يلهث ان الحمد لله رب العالمين خلوها مستورة.

وللعلم كلمة مستورة كانت تعني لبطلنا هذا الكثير اذا كانت اول محبوبة في قلب هذا الشاب المسكين ، ولكن هذه الفتاه اسم على مسمى ، فناصرت مستورة صاحبنا حتى اوقعته في كلمة خليها مستورة الى ان اصلح الله حاله بعد ان تبرع خاله بكل منصرفات زواجه من مستورة ، وبفضله اصبحت احواله مستورة.

تمرمط صاحبنا ،وتذوق ويلات حروب النساء ، والأطفال ، والشيوخ فصار كالعروس يوم زفافها يخشى من ويلات ، وغدر الزمان به .

في صباح يوم صائف استظل تحت ظل شجرة ، ومع رفيق دربه البلال الذي لا يعجبه العجب ،وشكا صاحبنا لرفيقه سوء حاله

هنا انتفض البلال واخبر صاحبنا بان يعمل مع في السمسرة فان فوائدها اعز وادوم . فاستثقل صاحبنا المهنة واخبر البلال بان يتركها مستورة.

عوفي عودته الى المنزل في المساء لمح ظل بائع اللبن الذي جاء في المساء على غير عادته طالبا دينه الذي عليه فاخبره صاحبنا بان يخليها مستورة ، والاحوال ضيقة .

وعند ولوجه الى المنزل لمحته مستورة فقالت له ماذا طحا بك ياحبيبي فاخبرها بأيا مستورة دعيها مستورة فوالذي لا اله الا هو لقد قفلت امامي كل ابواب الرزق،وانا صابر حتى يفرجها الكريم .

اخبرته مستوره انها باعت شئ من ذهبها الذي قد احضره لها خال زوجها ابان زواجهما و.... هنا بكى صاحبنا حتى ابتلت لحيته وقال لمستورة لماذا  بعت ذهبك الذي اهديتك له اولم اخبرك باني من سيتبر امر قوت هذا البيت ..... حنت مستورة لحال زوجها فسال الدمع على خديها ...فابت نفسه الا وان يطيب خاطرها وقال لها: يا مستورة قليل من النساء في اصلتك وحفظك لحق زوجك اني اشهد الله اني راض عنك ..... ويا مستورة ان الله جعل اموري كلها مستورة وهو من بيده الخير فابشري ولا تحزني ..

بعد ان طابت نفس مستورة دلفت الى المطبخ لتقوم بتحضير ما يسد  جوع زوجها الذي هو على حال بطنه منذ الصباح ، وفي اثناء حملها لصينية الطعام اليه اذ رات زوجها يغط في نوم عميق فطبطبت عليه بكل اريحيه محاولة ايقاظه لكنه لم يستيقظ عندها ؟؟؟!!! استفحلت الامر عندها مواخدت تعدو مولوله الى جيرانها ليرو ما حل بزوجها ، جاء احد شيوخ الحي رفراى حاله فاخبرهم بانه فارق الحياة الدنيا ورحل الى دار القرار اصيبيت مستورة بهستيريا واخدت تقول ما لا تفعل

وفي نفس المساء وارى جيرانه وعشيرته القربين جثمانه الطاهر ، وحضر تشييع جثمانه كل دائنيه فعفو له ديونه التي عليهم ودعو الله بان يخليها له مستورة في قبره كما كانت مستورة في بيته

حذيفة